قدم يلبي نداء الوطن ويختار بالتالي مرشحا من ضمن الموجودين باللائحة الانتخابية ، قصد صناديق الاقتراع للتصويت فوجد نفسه محتارا مترددا بين أداء الواجب واختيار الأصلح ، وجد نفسه في مواجهة مع الواقع ومع الزامية الاختيار ، من يختار ؟ من يستحق صوته؟ من الأهل بالثقة ؟قلب الأوراق الانتخابية برموزها بين كفيه وذاكرته تسترجع ماضي هذا ، وفضائح هذا ، وعدم كفاءة ومصداقية ذاك ، وما العمل ؟ لا بد أن يختار ويصوت ، انه الآن في سباق مع الزمن و الوقت يضغط عليه من كل جانب ، وبينما هو كذلك ناداه صوت الضمير من بعيد ، نبهه الى حسن الاختيار والدقة في الانتقاء ، ذكره بأن هذه الدقائق ثمينة وسعرها غالي جدا ، رحل به التفكير الى ما هو قادم وآت من السنين المحسوبة عليه ، غرق في بحر التلاعبات و مظاهر الفساد المتفشية من حوله ، خاف من سوء الاختيار وما ينتج عنه من تأنيب الضمير . رجع الى الأوراق الانتخابية يقلبها من جديد ، لم يعثر على ما يشبع قناعته ويمتلك صوته وأخيرا قرر ، فكان قراره كالتالي : سأصوت ... ولكن ، حتى اشعار آخر . من هم أمامي اللحظة لا تفضيل بينهم ، الصفات التي تجبرني على الاختيار من بينهم غير متوفرة ، والى أن يثبت العكس هذا صوتي للنزاهة و الجدية و الصرامة أحتفظ به لأدلي به عند اللزوم ، عندما يتأكد لي أن من أنا اليوم معهم وجها بوجه أكفاء جديرين بكسب ثقتي مستحقين لها ، يومها سيجدونني بالموعد لن أبخل عليهم بصوتي بل وسأكون سباقا الى صناديق الاقتراع لأصوت لصالحهم بضمير مرتاح وأنا متيقن من أنني أحسنت الاختيار .كان هذا صوت المواطن المصنف في منزلة بين المنزلتين ، مواطن أراد التصويت فغاب عنه من يصوت له ، مواطن فضل ارجاء الادلاء بصوته الى الوقت المناسب حيث يتوفر الشخص المناسب .هكذا ضاعت القيم وضاع معها الأمان ، هكذا أصبح الانسان يبحث عن أخيه الانسان فلا يجد الا نسخة مزيفة عنه ، ومن يدري قد تعود الحياة الى طبيعتها وأصلها فيعلو صوت الأخلاق و الشيم ، وهذا طبعا لن يتسنى الآن بل حتى اشعار آخر .

Category : | edit post

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إلى اعلى الصفحة

الانتخابات الجماعية المغربية 2009 ستشهد: