الانتخابات جزء من الديمقراطية التي أعطت للمواطن حق تقرير المصير... وجعلت القرار في يد الأغلبية تمارسه عبر التفويض لمن يمثلها..لكن عندما نستورد الانتخابات ونترك الديمقراطية تطفوا على السطح ممارسات وانحرافات تفرغ الانتخابات من كل مضمون، في هذا التحقيق نعرض عشر طرق لإفساد الانتخابات..
شراء الأصوات
في انتخابات تجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين اعتقد الجميع،عندما أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة الفقيه بنصالح أحكاما بالسجن لمدة ثمانية أشهر و بغرامة قدرها 5000 درهم في حق 6 مستشارين جماعيين من بينهم رئيس المجلس الجماعي بقرية أولاد نمة وذلك بتهمة ((فبول أموال والمس بنزاهة الانتخابات))، أن استعمال المال في الانتخابات سيتوقف،خصوصا أنه قد تم قبل ذلك إصدار أحكام بالسجن والغرامة في حق حوالي 10 أشخاص بنفس التهم،واعتبر العديد من المتتبعين آنذاك تجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين انتشارا واسعا لشراء الأصوات الانتخابية، وإدانتها مختلف الأحزاب السياسة))، حيث وخلال افتتاحه لأشغال دورة الخريف البرلمانية التي سبقت الانتخابات تجديد الثلث، نبه الملك محمد السادس بصورة غير مباشرة إلى عواقب تفشي هذه الظاهرة، لكن الحقيقة أن الأمر لم يتوقف في انتخابات شتنبر 2007، وهذا ما أكدته كل تقارير الهيئات المدنية ، وتقارير النسيج الجمعوي لرصد الانتخابات، بعض المرشحين بحجز بطائق الناخبين إلى يوم الاقتراع للتمكن من إرغامهم على التصويت لصالحهم.
اسم الملك
استغلال اسم الملك، أو القرب منه في الحملة الانتخابية، تحول إلى هاجس انتخابي يزعج العديد من المراقبين للعملية الانتخابية، ويعتبره البعض طريقة جديدة للتأثير في النتائج الانتخابية النهائية، رغم ان البعض يذهب على أبعد من ذلك ويقول إنه منذ أيام الحسن الثاني و البصري وجدت هناك أحزاب إدارية تقدم نفسها على أنها أحزاب القصر أو أحزاب المشروع الملكي من أجل الحصول على الإجماع يوم الاقتراع. هذا الأمر عاد إلى الظهور بقوة خلال انتخابات 7 شتنبر الأخيرة خصوصا في مدينة ابن جرير، ودائرة الرحامنة الانتخابية، وتحدث البعض آنذاك عن قيام مسئولي المنطقة بتجنيد رمز((التراكتور)). وتحدثت بعض الصحف عن تعبئة أعوان السلطة والمسؤولين الجماعيين و الأمنيين لصالح((صديق الملك))، فؤاد عالي الهمة، والأمر من المرجح أن يتكرر أيضا خلال انتخابات الـ12 من الشهر الجاري، خصوصا بعد التصريح الأخير للهمة الذي قالها فيه صراحة: ( (نحن مشروع الملك)).
بركة:أعوان السلطة.
سجل النسيج الجمعوي لمراقبة الانتخابات في كل تقاريره حضور أعوان السلطة إلى جانب بعض اللوائح بشكل ملفت و مساندتهم لبعض المرشحين، حيث كانت بعض الحالات مؤطرة في حركتها من طرف رجال الامن والسلطة غائبة في مناطق ودوائر أخرى. ومحايدة بشكل سلبي دون التدخل حتى حينما تقع بعض المشادات وأحداث عنف بين المناصرين لوكلاء اللوائح .وسجل في انتخابات 7 شتنبر عدم قدرة الدولة على مرافبة بعض اعوانها الذين شاركوا بشكل واضح خلال الحملات الانتخابية لفائدة بعض وكلاء الأحزاب،كما ورد في بعض التقارير الإقليمية. ومع كل انتخابات جديدة يتدخل أعوان السلطة لإرغام السكان على الذهاب إلى مكاتب التصويت و منعهم من مقاطعة الانتخابات.ممارسات أعوان السلطة دفعت بالعديد من المراقبين إلى الحديث عن كونهم يساهمون بطريقة أو بأخرى في تزوير العملية الانتخابية.
إحياء الموتى
في 7 شتنبر ظهرت طرق غريبة أثرت على النتائج الانتخابية وعلى السير العادي للإنتخابات، وفي بعض الأحيان أثرت هذه الممارسات على النتائج وساهمت في تغيير مجرى النتائج من حزب منتصر إلى حزب خاسر،أو العكس، وكان على رأس هذه((الطرق الغربية))الاختلالات في اللوائح الانتخابية، حيث كان هناك ناخبون حاصلون على بطائق الناخب وغير مسجلين في اللوائح، وسجل عدم مطابقة أوراق التصويت لعدد المسجلين، وعدم فحص علامات المداد، وحالات عدم توفر المداد أو عدم جودته، ومعازل لا تستجيب للمعايير القانونية لسرية الإدلاء بالصوت ،وحالات تصويت بدون بطاقة للهوية، أو بدون بطاقة الناخب...وبعضهم كان يمنح اسم والدته التي توفيت أو عمه الذي رحل منذ 40 سنة.
التقطيع الانتخابي:
إن اعتماد نمط الاقتراع اللائحي النسبي مع احتساب أكبر بقية يطرح عدة مشاكل وصعوبات لدى الهيئة الناخبة، بالإضافة إلى تقليص عدد المقاعد حسب التقطيع الانتخابي للدوائر الذي تراوح في غالبيته ما بين مقعدين(2)وأربعة مقاعد(4) حسب التقطيع الانتخابي المعمول به منذ 2002، والذي قاد إلى العديد من الثغرات، فهو لم يمكن من خلق شروط المنافسة السياسية بين مختلف اللوائح المشاركة خلال أثر بشكل واضح على التعددية المفرطة التي يشكو منها الحقل الحزبي.لوحدهم تغطية مصاريف الحملات الانتخابية، خاصة عندما يتعلق الأمر بدوائر شاسعة ومترامية الأطراف في العالم القروي. ومن الناحية المؤسساتية، فإن النظام الانتخابي الحالي ،يبدو وكأنه يؤثر سلبا على تكوين أغلبية برلمانية منسجمة تتمتع بالقدرة على إضفاء الفعالية على المؤسسة البرلمانية، باعتبارها مؤسسة تمثيلية لعموم مكونات المجتمع المغربي ومواطنيه في رسم ومراقبة العمل الحكومي. إضافة إلى ذلك يلاحظ أن وجود خانة اللائحة الوطنية بجانب اللائحة المحلية يخلق مزيدا من التعقيد لدى الهيئة الناخبة. كما يطرح أمام أعضاء مكاتب التصويت مشاكل تقنية تتعلق باحتساب الأوراق الملغاة...مما يؤثر على النتائج النهائية والحقيقة.
حملة لا تتوقف
سجل التقرير الذي أعده النسيج الجمعوي لمراقبة الانتخابات، بعد انتخابات 7 شتنبر، مجموعة من الخروقات المرتبطة باستمرار الحملة الانتخابية وعلى رأسها استمرار الحملة حتى يوم الاقتراع وعمل بعض الناخبين على زيارة السكان صباح يوم الاقتراع، ووقوف بعض مساندي المرشحين أمام مكاتب الاقتراع يوم الاقتراع لتوجيه الناخبين أمام مكاتب التصويت من طرف أشخاص تابعين لبعض المرشحين دون تدخل السلطة.
تهديد ووعيد
مازال العديد من أباطرة المخدرات في المغرب يعتمدون على أسلوب الترهيب والوعيد من أجل دفع الناس إلى التصويت على مرشحين معنيين أو على التصويت لهم، وسجلت حالات كثيرة خلال الانتخابات السابقة لمرشحين لجؤوا إلى ضرب مواطنين أو تهديدهم بالضرب للتصويت لهم أو لأشخاص آخرين،كما يلتجئ بعض الأشخاص إلى استعمال ورقة الديون لإجبار بعض المواطنين الفقراء على التصويت لهم.
الأعراس و الجنائز
شراء الأصوات لا يبدأ يوم الاقتراع أو يوم الحملة كما يعتقد البعض، فقد صار المرشحون (( الأذكياء)) يعدون للنصر بشهور قبل يوم الاقتراع، حيث تنتشر الولائم وظاهرة استغلال الأعراس والعقيقات والجنائز لفائدة أغلب المرشحين، وسجل في انتخابات 7 شتنبر قيام بعض المرشحين باستغلال الفقر وتوظيف لحظة اقتراب الدخول المدرسي بتوزيع بعض الأدوات المدرسية ولوازم رمضان من مواد غذائية أساسية .
إضافة إلى استغلال بعض حوادث السير لتقديم العلاجات الضرورية والطبية والأدوية وكذلك تمويل الجنائز في حالة الوفاة، واستعمال عدد من المرشحين للأموال والممتلكات والمنقولات العمومية في مرحلة ما قبل الحملة الانتخابية...وتنظيم رحلات استجمامية للناخبين...
الهواتف النقالة
هناك ممارسات بسيطة سجلتها العديد من الهيئات المدنية المغربية وتكررت في أكثر من استحقاقات انتخابي مغربي، يعتقد المتتبعون أنه (( رغم بساطتها فإنه يكون لها تأثير كبير على نتائج الاقتراع))، وعلى رأسها عدم إغلاق مكاتب التصويت في الوقت المحدد وأيضا غياب ممثلي الأحزاب في عدد كبير من المكاتب الانتخابية خاصة في العالم القروي..ثم توجيه الناخبين أمام مكاتب التصويت من طرف أشخاص تابعين لبعض المرشحين دون تدخل السلطة،إضافة إلى سيادة الفوضى في بعض مكاتب التصويت، خاصة في الساعات الأخيرة من يوم الاقتراع...تيهان عدد من الناخبين يوم الاقتراع أثناء بحثهم عن بطائق التصويت ..وعدم تحديد السلطة مكانا خاصا لسحب البطائق...لكن أهمها يبقى السماح للناخبين باستعمال الهواتف النقالة أثناء عملية التصويت.
المساجد الانتخابية
ظل وزراء أوقاف المملكة يحذرون دائما من استغلال المساجد في أية دعاية انتخابية أو حزبية أو أي دعاية من شانها أن تقحم المساجد في خضم المعركة الانتخابية. وعلى عهد الوزير عبد الكبير العلوي المدغري، كان قد قالها صراحة بأنه لن يسمح لأي كان بأن ((يتلاعب بالدين كورقة انتخابية،لأن ذلك لا يسىء ليس للدين فقط وإنما يسيء للوطن والديمقراطية معا)).
ياسر المختوم مدونة الوعد الصادق
وتعتقد لمياء أن ما وقع "لا يمكن أن يكون إلا نتيجة خطأ مادي وقع وقت تحيين اللوائح وتعديلها، مستغربة لسر التشطيب عليها دون إخبارها بذلك وفق ما تقتضيه القوانين، ما اضطرها إلى تقديم دعوى قضائية لدى المحكمة الإدارية بفاس التي أصدرت في 28 ماي الماضي قرارا تحت عدد 544 في الملف رقم 62/10/09، القاضي بكون الطلب قدم خارج الآجال القانوني للطعون في التسجيل في اللوائح الانتخابية.
واستأنفت المتضررة هذا القرار، لدى محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط التي ألغت الحكم المستأنف وقرار لجنة الفصل للدائرة الانتخابية أكدال القاضي بالتشطيب على اسمها من اللائحة الانتخابية والحكم بتسجيلها من جديد بالدائرة ذاتها المتضمنة في بطاقة تعريفها الوطنية. وتؤكد أن ذلك كان سببا في عدم ترشيحها للانتخابات، مشيرة إلى ضرورة قيام المصالح المختصة بإخبار كل من يشطب عليه وتحملها مسؤولية ذلك ومعاقبة المتخاذلين عن ذلك.
*عضو المكتب التنفيذي لجمعية المدونين المغاربة
يقود حزب الاستقلال حملته الانتخابية بمدينة قلعة السراغنة في غياب رئيس لائحة الحزب بالبلدية محمد العربي بن شليخة المتابع في قضية شيك بدون رصيد يصل الى 350 مليون سنتيم، و قد حركت الدعوة ضد مرشح الميزان الخارجية الامريكية بعد رفع دعوة من طرف اخ المرشح الاستقلالي عبد الصمد بن شليخة الحامل للجنسية الامريكية.
و كانت قد قدمت وحدة من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية (من الرباط) في ساعات متأخرة من مساء الجمعة ، صبيحة السبت من اجل اعتقال رئيس المجلس البلدي لمدينة قلعة السراغنة محمد العربي بنشليخة، الا انها اقتحمت منزله و لم تجد به المرشح الاستقلالي، حيث يروج ان احد مفتشي الشرطة بالقلعة هو من اخبر المرشح الاستقلالي بخبرطلب اعتقاله ففر هاربا في اتجاه وجهة
غير معلومة رفقة ابنه ياسين و بنته ايمان.
تجدر الاشارة انه في اليومين الأخيرين من وضع اللوائح الإنتخابية تم تحريك دعوتين قضائيتين على خلفية تقديم شيكات بدون رصيد ضد رئيس المجلس البلدي وتم إلغاء اللائحة رقم 6 وهي لائحة حزب الإستقلال وتم تقديمها مرة ثانية في أخر اللحظات من يوم الجمعة صباحا.
و قدعرفت ولاية محمد العربي بنشليخة مجموعة من المشاكل تدخل فيها القضاء أكثر من مرة وتميزت بشد الحبل بينه وبين العامل السابق لإقليم قلعة السراغنة والوالي الحالي لمدينة العيون محمد جلموس وتوقيف هذا الأخير لمشروع بأربعة مليارات لتعبيد الطرق بالمدينة ومشاكل على مستوى فريق كرة القدم " وداد قلعة السراغنة" ومشاكل في التعمير والصرف الصحي والنظافة حسب فاعل حقوقي بالمدينة.
و توجد بالبلدية دوائر للموت حيث يصعب لانصار الغريمين اقتحامها، فمقاطعة "ولاد جدة" تعبر قلعة حصينة لنفوذ مرشح الميزان و أي محاولة اقتحام لانصار الاصالة و المعاصرة لها يعتبر مغامرة غير محمودة ، كما انه تعتبر"بويا احمد" و هي منطقة عائلة مرشح الاصالة و المعاصرة ايضا منطقة خطر بالنسبة للاستقلالين.
تجدر الاشارة ان بلدية العطاوية يهيمن عليها مرشح الميزان منذ سنة 1992, حيث غير ثوبه سياسي اكثر من مرة في كل مرحلة انتخابية الى ان استقر علىحزب عباس الفاسي.
الرئيس الاستقلالي كان فقيها بؤم الناس يوم الجمعة بمسجد مقاطعة "بادو" ، وهي نفس المقاطعة التي يفوز بها في كل دورة انتخابية محلية، الا انه في السنوات الاخيرة و نظرا لسخط الناس على تسييره البلدية ، رفض اهل العطاوية الصلاة وراءه فتم تغييره، و كانت البلدية طيلة فترته تعرف قدوم لجن تحقيق من الداخلية، يقول احد الحقوقيين:"كانت تزرد من الفقيه و تعود ناشطة الى الرباط"، بالاضافة ان مرشح الميزان تم الحكم عليه في اواخر سنة 2008 في قضية تزوير لرخصة بناء "بمنطقة النواجي "بثلاثة اشهر نافذة لا احد يعلم الى اين وصل الحكم بعد ان غادر الاستئناف منذ مدةطويلة.
تعتبر بلدية العطاوية من اغنى البلديات بجهة تانسيفت الحوز نظرا لخصوبة اراضيها و استفادتها من الفورة العقارية التي عرفها مراكش، حيث تعرف اثمان البقع الارضية ارتفاعا خياليا لا يمكن ان تجده حتى بقلعة السراغنة.
هذه الانتخابات الجماعية المعول عليها، أن تفرز ممثلين منتخبين من طرف السكان، بكل إرادة سياسية وحرية الاختيار، لوضع المنتخب المناسب في المكان المناسب، لأن تمثيلية الشأن المحلي من باب الديمقراطية المحلية، وتفعيل التنمية المحلية لبلوغ مرامي المجالات الضرورية للناخبين، الذين وضعوا ثقتهم، فيمن يرونه مناسبا لتمثيلهم بالمجلس الجماعي حضري أو قروي. وبكل أسى وأسف هذه الفئة من المجتمع " سماسرة الانتخابات" نجدهم يتربصون ليلا ونهارا بالمرشحين والمرشحات، وصدق من قال في حقهم ــ خفافيش النهار ــ، فعلا خفافيش النهار، إذ يظهرون في واضحته، ولو كانت الشمس تلفح الوجوه، همهم الظفر بالمال لأن الفرصة لا تعوض كما يقولون، والغريب في أمرهم، أنهم يستدرجون فئات عريضة من الناخبين، لهذا المرشح وتلك المرشحة، فلا تسمع : المرشح فلان هو المؤهل كي يمثلنا بالمجلس الجماعي، وتلك المرشحة هي المؤهلة كي تمثلنا في المجلس الجماعي، إنها خطة سماسرة الانتخابات، كي يكسبوا عطف من يتحايلون أو يتحايلون عليه أوعليها ، لغنيمة الأموال بطرق الاحتيال ولو في الانتخابات التي يضمنها الدستور، وهي حق لكل مغربي ومغربية كي يعبروا عن إرادتهم واختيارهم عن قناعة، فيمن يرغبون التصويت عليه يوم 12 يونيو 2009. وخلاصة القول وقانا الله وإياكم شر هؤلاء السماسرة أو خفافيش النهار ...
من جانبه جدد حزب النهج الديمقراطي الذي يقوده عبد الله الحريف مقاطعته للانتخابات الجماعية اعتمادا على أنها لا تختلف عن سابقتها، وشروط فساد الانتخابي متوفرة من خلال استمرار المافيات المحلية وسماسرة الانتخابات واستعمال المال، بما في ذلك مال المخدرات وغيرها من الأنشطة الإجرامية، وذلك بسبب غياب إرادة سياسية حقيقية لتطبيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب في الجرائم السياسية والاقتصادية، وأضاف بيان توصلت به " فضاءات تانسيفت " أن الجماعات التي ستنبثق عن هذه الانتخابات تعاني من هيمنة وزارة الداخلية عليها وتهميش دور المنتخبين في المجالس المحلية حيث يمارس الرئيس هيمنة مطلقة (غير قابل للإقالة، يضع جداول أعمال المجالس والقانون الداخلي والحساب الإداري وينفذ الميزانية بعد مصادقة ممثل الإدارة الترابية).
في سنة 1993 قرر اقتحام عالم السياسة عبر الانتخابات التشريعية التي ترشح فيها كمستقل، غير أنه أخفق أمام مرشح الكتلة عبد الكريم غلاب ليعاود التجربة في انتخابات 1997 تحت مظلة الحركة الشعبية ليوفق في الحصول على مقعد برلماني وموازاة مع هذا النجاح السياسي، انضافت إلى لائحة أعماله قائمة من المشاريع يبقى أبرزها مشروع الوقت الأخضر الذي أثار جدلا كبيرا قبل أن ينتهي به الأمر إلى الهدم، مع تعويض قدر بالملايير. وفي سنة 2002 سيفوز للمرة الثانية بمقعد برلماني عن دائرة بطانة قبل أن يصبح سنة 2003 عمدة لمدينة سلا في ظروف وملابسات استدعت تقديم طعن أمام المحكمة الإدارية. علاقته بالسلطة المحلية تتراوح بين الهدنة والتوتر، رغم أن الكفة تميل إلى صالحه، باعتباره حسب العارفين مدللا من قبل جهات نافذة في الداخلية.
اختيار تاريخ الاقتراع بشكل سلبي إذ كثيرا ما كان الملك الراحل الحسن الثاني يرفض إجراء انتخابات في موعد محدد، غذ ما تبين له أنه سيفشل في تحقيق النتائج المرجوة من الاقتراع، كذلك ترفض السلطات الإدارية أن تعتبر الانتخابات المحلية ذات طبيعة سياسية فقد تم إجراء انتخابات 24 ماي 1960، بعد أسبوع من إقالة حكومة عبد الله إبراهيم و تكليف ولي عهد مولاي الحسن بتشكيل الحكومة الجديدة.
- استغلال عامل المفاجأة في تحديد تاريخ إجراء الاقتراع من اجل بعثرة أوراق المعارضة.
- اعتبار التصويت بنعم في الاستفتاءات بأنه بيعة جديدة للملك و الترويج لهذه الفكرة عن طريق الإعلام الرسمي إذاعة، تلفزيون، صحافة واستخدام المقدمين والشيوخ و((البراح)).
- التمديد في الوقت المخصص للعملية الانتخابية والتساهل مع الناخبين من خلال السماح للذين لا يتوفرون على أوراق هوية بالإدلاء بأصواتهم.
- الضغط على مندوبي المرشحين و على المراقبين الذين توكلهم أحزاب المعارضة لمتابعة العملية الانتخابية إما لدفعهم للانسحاب أو لخلق ظروف غير ملائمة لمنعهم من إنجاز مهمتهم أحسن الظروف.
- كان الكثير من العمال يتسابقون لإعلان النتائج مع انتهاء الوقت المحدد للعملية الانتخابية، وكان الكثير منهم يسهر على إنجاز المحاضر بشكل مسبق، وكان رؤساء مكاتب الاقتراع المركزية يحسرون على توقيعها من طرف أعضاء المكاتب الانتخابية قبل نهاية العملية الانتخابية.
- كان يتم إحراق الأوراق الملغاة في نهاية عملية فرز الأصوات دون وضعها في الغلاف المخصص لها.
- في الكثير من الأحيان وداخل العديد من مكاتب الاقتراع، كانت العملية الانتخابية تنطلق دون التأكد من أن صندوق الاقتراع فارغ، وكانت السلطات في العديد من الأقاليم تنهج أسلوب ملء صناديق الاقتراع بأغلفة تضم الورقة الانتخابية للمرشح المرغوب فيه او ورقة نعم في حالة إجراء استفتاء.
كثيرا ما يتم تخصيص دوائر انتخابية لشخصيات معينة مثلما حدث في اقتراع 1977 عندما تم تخصيص دائرة انتخابية باكادير للدكتور أحمد رمزي وزير الصحة السابق، مما جعل من الصعب على الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي السابق عبد الرحيم بوعبيد الفوز في نفس الدائرة.
كذلك كان معروفا بان إحدى دوائر إقليم الخميسات كانت مخصصة لنجل أاحرضان، مما جعل المنافسة تكون قوية بين حدو الشيكر وبوعزة يكن واوزين أحرضان لأن(( تحكيم)) أحرضان كان لفائدة ابنه على حساب بوعزة يكن مما جعل الاقتراع يتحول إلى توتر كان من الممكن أن يؤدي على ما لا تحمد عقباه وأدى لمعاقبة رجل سلطة.
ينطلق المسلسل الانتخابي بسلسة من العمليات القانونية والتقنية من قبيل تحديد الجيم الانتخابية ثم التقسيم الانتخابي الذي أصبح سلاحا بين أيدي السلطة يسمح لها بخلق تفاوت بين عدد الأصوات وعدد المقاعد، مثلما تؤكده المراجعة الأخير لتقسيم الدوائر الانتخابية والتي تأخذ بعين الاعتبار صعود الإسلاميين.