السلوك الانتخابي

مرسلة بواسطة جمعية المدونين المغاربة On 14:42 0 التعليقات



جمال كريمي بنشقرون*
إذا كان السلوك السياسي بشكل عام يتمثل في الفعل السياسي المباشر وغير المباشر من جهة، وفي الدوافع والمواقف التي تساهم في بناء التماثل والمطالب والرغبات من جهة أخرى، فإن أهم المؤشرات التي تساعد على قياس هذا السلوك، تتمثل في رصد السلوك الانتخابي، وعلى هذا الأساس تشكل الانتخابات لحظة أساسية لتشخيص معالم هذا السلوك.
وفي هذا السياق، يمكن اعتبار الانتخابات حدثا سياسيا أساسيا بامتياز يؤهل لقياس التحولات التي يعرفها المجتمع، وتحديدا على مستوى ما يتعلق بطبيعة التصورات المنسوجة حول السياسة وحول السلطة وحول الأحزاب وحول السياسي بشكل عام، بمعنى آخر يطرح هذا الانشغال سؤالا عميقا يتعلق برصد الثابت والمتغير في السلوكات الاجتماعية والثقافية في بعدها السياسي.
وتكمن أهمية الدراسة في موضوع "السلوك الانتخابي" في زوايا البحث المتعددة ومقاربة الانتخابات بالظواهر المحيطة بها، والتي تؤثر في سلوك الناخبين، والبحث في "السلوك الانتخابي" يحيلنا على دراسة الانتخابات وتطورها، وتحليل أدوار الأطراف المتداخلة من أحزاب وإدارة وناخبين في المسألة الانتخابية وكذا الأبعاد السياسية من ورائها، والتي تتجلى في الطموح نحو تحقيق الأهداف، وتسلم مقاليد الحكم بغية تطبيق البرامج المعلن عنها.
من هذا المنظور، تشكل الانتخابات بالمغرب لحظة تأمل بـهدف تحديد سلوك الأطراف المتداخلة في هذه العملية من أحزاب وإدارة ومواطنين بناء على اعتبار أن الانتخابات أمر غير موقوف على فاعل واحد، بل متداخل وتتفاعل في موضوعه محددات متعددة منها ما يحيل على الحزبي، ومنها ما يحيل على الإداري، ومنها ما يحيل على عنصر المواطنة، وبناءا كذلك على اعتبار السياق العام الذي تنظم فيه هذه الانتخابات.
وتعتبر الأحزاب السياسية طرفا رئيسيا في العملية الانتخابية، من تم تشكل مقاربة سلوكاتها في هذا السياق مؤشرا أساسيا في رصد التحولات السياسية، وبالتالي تحديد جوانب التغيير وجوانب الاستمرارية في الثقافة السياسية والسلوكات السياسية بشكل عام،ومن هذا المنظور، يمكن أن نتساءل إلى أي حد تشكل الأحزاب السياسية المغربية "مقاولة سياسية" ينطبق عليها "المنظور التيلوري" للمنشأة الصناعية سواء من حيث المكونات (رأسمال، إجراء) ومن حيث قواعد العمل (إنتاج السلع وتسويقها).
يظهر من خلال المعاينة خلال فترة الانتخابات، تواجد أغلب الهيئات الحزبية في الساحة الانتخابية، باختلاف توجهاتها وتموقعاتها. لكن مسألة التواجد هاته، أبرزتها الانتخابات الجماعية 2003 والتشريعية 2007 بشكل ملفت للنظر، إذ نجد أن أغلب الهيئات السياسية لم تكن حاضرة، إلا عند الإعلان عن الانتخابات. وهذا "الظهور المفاجئ يختزل إلى حد بعيد في مقولة الأحزاب المغربية عبارة عن مقاولات انتخابية".
ومن جهة أخرى، كثر الحديث عن نمط الاقتراع الذي اعتمد في تلك الانتخابات وسيعتمد في الانتخابات الجماعية 12 يونيو 2009 ، خاصة أنه اعتبر جديدا على من ألفوا النمط القديم، وقد شكل موضوع نقاش لدى مجموعة من الأحزاب فيما لم تكترث أحزاب أخرى بالموضوع.
إن تواجد الأحزاب في الساحة السياسية هو معيار تقاس به أهمية هذه الهيئات في تأطير المواطن ولعب الأدوار المنوطة بها داخل المجتمع، فهل تنطبق هذه القاعدة على الأحزاب المغربية محليا ووطنيا؟ حيث يتبين من خلال الدراسة والتتبع، أن أغلب الهيئات السياسية كانت مقراتها مغلقة ولا تعرف نشاطا يذكر إلا بعد اقتراب موعد الانتخابات، بل منها من لم تعقد مؤتمراتها الإقليمية ولا جموعها العامة، وجلها تعرف نقصا تنظيميا يتجلى في غياب القواعد الحزبية، وغياب أنشطة التنظيمات الموازية، هذا وتعرف بعض الأحزاب التقليدية تواجدا مضطردا بالمدن، وتعم قاعدة غياب الهياكل الحزبية بالجماعات القروية كل التنظيمات،رغم الامتداد الشعبي الذي تعرفه بعض الأحزاب بالبوادي التي تركز بالأساس على عنصر القبلية لتحقيق الذات عند كل استحقاق انتخابي.
ومن ناحية أخرى، أثرت الانشقاقات الحزبية التي عرفتها جل الأحزاب عقب عقد مؤتمراتها الوطنية على مردوديتها وسحبت بعض الأحزاب المنشقة البساط من تحت الأحزاب الأم، بشكل متفاوت الأهمية، ولعبت أحزاب أخرى منشقة دورها وساهمت في ضعف هيئاتها الأم، ورغم ذلك يبقى تواجدها محتشما.
وقد شكل عدد الأحزاب بالمغرب معطى سياسي آخر لإبراز دور المنافسة وإنتاج برامج تكون في خدمة المواطن، وهذا ما جعل الساحة السياسية المغربية في الانتخابات الأخيرة، تكتسي حلة زاهية بتلوينات الأحزاب المختلفة، وعم الفضاء السياسي جو من تضارب الخطابات وتجاذب الآراء حول البرامج.
فلقد انعكست المواقف الوطنية التي اتخذتها قيادات الأحزاب على قواعدها، علما أن أغلب التنظيمات السياسية ألفت نمط الاقتراع السابق، ووجدت صعوبة في فهم مقتضيات القانون الانتخابي الجديد، باستثناء الأحزاب السياسية المتواجدة تنظيميا، وهي على أقليتها عقدت لقاءات مع منخرطيها للنقاش في الموضوع،وقد خلق نمط الاقتراع الجديد صراعات داخل الأحزاب بخصوص تعيين وكلاء اللوائح، أدت إلى انسحاب بعض ممثلي الأحزاب السياسية الأم نحو أحزاب أخرى لكي يحظوا بموقع رأس اللائحة، ومنه عبرت مختلف التنظيمات عن مؤاخذتها لنمط الاقتراع الجديد من خلال:
1 – التخوف من صعوبة الأسلوب اللائحي من لدن الناخبين، وعدم استيعابه من لدن المرشحين، نظرا للأمية المتفشية، ولما يطرحه الأسلوب اللائحي من استيعاب لهندسة رياضية ولعمليات حسابية عند احتساب بقايا الأصوات وتوزيعها على المقاعد المتبقية.
2 – توزيع الأصوات وتشتتها بين اللوائح المتنافسة، وتكريس تمثيلية الأحزاب الصغيرة، مما يساهم في بلقنة الخريطة السياسية، وكأنه أسلوب أعد على المقاس، ومتفاوضا حوله، خاصة مع اعتماد تقسيم ترابي لدوائر انتخابية – ميكروسكوبية – حسب تعبير بعض الأحزاب، ونخص بالذكر حزب التقدم والاشتراكية، وهذا من شأنه أن ينتزع "الطابع السياسي" عن هذه الانتخابات، وقد عبرت بعض الفعاليات السياسية في استطلاع سابق للرأي حول نمط الاقتراع على أنه أسلوب جديد، لكن بعقلية قديمة، سيخلق تهافتا حول من يتربع على رأس اللائحة مما يفرغ الاقتراع اللائحي من محتواه،وهو ماتحقق فعليا والأكيد أننا سنرى هذا التهافت ونحن على أبواب الانتخابات الجماعية 12 يونيو 2009 .
وقد أشار البعض من نظرتهم للأسلوب القديم، حيث قالوا أن للأسلوب الأحادي اللإسمي أبعادا سوسيولوجية – حضرية وقروية – كما أنه يحيل على السيادة الشعبية، وتبعات هذه الأخيرة هي قاسية جدا، خاصة على مستوى مراقبة ومحاسبة المنتخب ، وتمت مقارنة ذلك بقولة دوكول في نفس الصدد "إن أحسن نمط الاقتراع هو الذي يضمن فوز أصدقائك".
واليوم تستعد جل الأحزاب السياسية لدخول غمار الانتخابات الجماعية 12 يونيو 2009 بنفس نمط الاقتراع مع بعض التعديلات التي لحقت القانون 97-9 المتعلق بمدونة الانتخابات كما تم تغييره وتتميمه إلى غاية 30 ديسمبر 2008 ،فماذا جد في السلوك الانتخابي لكل المتدخلين في العملية الانتخابية من أحزاب ومواطنين وإدارة ؟ بالإشارة إلى ما تم التطرق له في تحليلنا لما تميز به السلوك الانتخابي من خلال الانتخابات الماضية،في متابعة بحثية لها،حاولنا تلخيصها من خلال هذا المقال الذي يتضمن مؤشرات للسلوك الانتخابي ومحدداته بالمغرب ونحن نتتبع التحضيرات الأولية لكل المتدخلين في العمليات الانتخابية ،فالجديد في المسألة هو عتبة 6 بالمائة والتي ستكون بدون شك حاسمة لمسار مجموعة من التنظيمات الحزبية،التي قد تمحى من المشهد الحزبي المغربي ،فالعتبة هاته ستعقد الأمور وتبرز سلوكيات انتخابية جديدة نظرا لواقع العمل السياسي الحالي المتسم بالضعف والتشردم ،فكيف للأحزاب السياسية أن تبلغ العتبة دون الاعتماد على منطلقات الربح الانتخابي الجاهز برجالات أضحوا متخصصين في تدبير الانتخابات بعقلية بعيدة كل البعد عن مبادئ العمل السياسي الحقيقي، الذي باتت العديد من التنظيمات السياسية بتاريخها ومبادئها تضعه جانبا بحثا عن الكم دون الكيف خوفا من الاضمحلال طمعا في تحقيق ذات انتخابية أكيد أنها مزيفة.
*باحث في العلوم السياسية
benjamalkrimi@gmail.com

علي مسعاد
"..مادامت الأحزاب السياسية لم تغير من طريقة تأطيرها للمجتمع ،ومادامت الحركات الاجتماعية الجديدة والمتعددة لم تجد شروطا ايجابية للتعبير عن مطالبها من داخل الأحزاب فإن هذه الأخيرة لن تتمكن من تعبئة المجتمع بشكل واسع .."عبد الحي المودن - أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالرباط
مع اقتراب موعد الحملة الانتخابية ، الذي من المقرر أن يبدأ نهاية الشهر الجاري ، ترتفع حرارة الحملات الانتخابية السابقة لأوانها ، في مختلف الدروب ،الأحياء والأزقة ، بحي سيدي البرنوصي كما في سيدي مومن .
"حرارة " انتخابية ، يعزيها الكثيرون ، إلى الرغبة الجامحة لدى وكلاء لوائح الأحزاب السياسية كما المستقلة ،في الظفر بحصة الأسد بمقاعد المقاطعة ، والتي كانت إلى وقت قريب ، على الأقل ، بالنسبة لمن ستنتهي ولايتهم ، في المقبل من الأيام وللمحيطين بهم ، "البقرة الحلوب " التي ضخت في جيوبهم ، أرقاما محترمة من المال العام ، الذي وجد طريقه ، بقدرة قادر إلى جيوبهم .
فالتسابق المحموم ، الذي يعرفه المشهد السياسي المحلي بالمنطقة ،لوكلاء اللوائح ، بحي سيدي البرنوصي كما سيدي مومن ، يكشف بالملموس ، بأن "القضية فيها إن " ، وإلا كيف تفسر ، التطاحن والحروب الخفية التي إزداد أوارها مع بداية العد العكسي ، لإيداع الترشيحات والشروع في الحملة الانتخابية بشكل قانوني ؟ا
فهل ، هي المصلحة الذاتية والشخصية ، هي المحرك الأساسي ، لكل تحركاتهم "المشبوهة " والتي تبدأ في الانتخابات وتنتهي بعد الإعلان عن النتائج ؟ا
أم ، كما يدعون ، خدمة الصالح العام و خدمة المنطقة بفتح مزيد الأوراش والرفع من وتيرة المشاريع ؟ا و.و.و واختر ، ما شئت ، من الكلمات ذات الإيقاع الحالم ، والتي تخفي أكثر ،مما تقول .
وإذا كانوا كذاك ، فلماذا لا يخجلون من أنفسهم ، عندما يفتتحون مقرات أحزابهم ، طالها الصدئ بعد طول غياب ، و يكترون " الكراجات " ، لاستقبال أفواج الموطنين ، فهل ،بهكذا ، تصرف يمكن زرع روح الأمل في نفوس شباب ، يعيش تحت وطأة البطالة وقلة فرص الشغل ويعاني شتى الويلات في مختلف المجالات ، وأمام فئة عريضة من النساء تقضي أوقات فراغها ، على أبواب المساجد أو في مقاهي الشيشة ؟ا
فماذا يمكن أن تنتظر من فروع أحزاب تكتري " كراجات " في حملاتها الانتخابية ؟ا ومن أحزاب تبحث عن الأعيان وأصحاب المال ، كوكلاء اللوائح ، فيما المثقفون و والنخبة الواعية ، تجد أمامها ، جبلا من المعيقات والمثبطات ، التي تحول دونها ودون أن تجد لنفسها موطئ قدم ، في الساحة السياسية .
فالأحزاب السياسية التي همشت الشباب ، وتناست دورها الذي من أجله أسست ، ولا تتذكر المواطنين البسطاء ، إلا مع كل موعد انتخابي ، تحمل جزء من المسؤولية ، إن لم يكن معظمها ، في عزوف فئة عريضة من الشباب المثقف من التسابق والهرولة خلف كراسي ، يدفع من أجلها آخرون ، المال و يوزعون الوعود الكاذبة و يحولون بشتى الطرق ، الوقوف ضد الوجوه النزيهة والتي تدافع عن برامجها دون استعمال المال الحرام أو شراء الذمم .
أحزاب سياسية ، على حد قول الأستاذ عبد الحي المودن ، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالرباط ، " لم تتجاوب مع التفاعلات التي يعرفها المجتمع ، ولم تسمح بيروقراطية هذه الأحزاب ، بالانفتاح على فعاليات جديدة سواء من حيث العمر أو الجنس أو الأصول الاجتماعية المختلفة .." .
فهل ، بهكذا ،أحزاب تنصلت من دورها التأطيري ، وتحولت بين عشية وضحاها ،إلى دكاكين ، لبيع التزكيات ، لمن يدفع أكثر ، يمكن أن ننتظر منها ، إيجاد مشاريع حلول لكل الإشكالات العالقة بدوائرهم الانتخابية وبوضع تصور واقعي وعملي لتجاوزها ؟ا
وهل بمنتخب لا يفكر إلا نفسه وفي عائلته وفي البحث عن شبكة من العلاقات ليحمي مصالحه والبحث عن صفقات له وللمقربين منه ، يمكن أن نتحدث عن التأهيل السياسي والحزبي ؟ا
الأحزاب السياسية القديمة منها والجديدة ، أخطأت طريقها ، إلى أصوات الناس ، فليس بالدكاكين و"الكراجات" الموسمية ، يمكن أن تحظى بثقة المواطن وليس بأصحاب المال وحدهم يمكن أن تشتري أي شيء وكل شي ء ، وإنما بالبرامج الواقعية والقابلة للتحقق ، وحدها ، يمكن أن تكسب تعاطف المواطنين للتصويت عليها ، داخل الصناديق الزجاجية ؟ا
فهل، ستكون 12 يونيو ،المحطة الأخيرة ، في حياة كل الأحزاب السياسية التي تحمل أسباب موتها في ذاتها ، أم أن حليمة ستعود إلى عادتها القديمة ولا حياة لمن تنادي ؟
ا

السنتيسي يقود " بروباغندة " انتخابية سابقة لأوانها

مرسلة بواسطة جمعية المدونين المغاربة On 14:30 0 التعليقات




عبـد الفتـاح الفاتحـي من سـلا





بعد بيان مختلف الأحزاب السياسية المشكلة للمجلس الجماعي لمدينة سـلا من أغلبية العمدة إدريس السنتيسي (الصورة) والمعارضة، تصدر شبيبة كل الأطياف السياسية بالمدينة بيانا شديد اللهجة يندد ويستنكر الحملة الانتخابية السابقة لأوانها التي يقودها العمدة مستغلا الوسائل العمومية، وذلك في إطار استمالة ساكنة المدينة.
في الصورة ادريس السنتيسي يتوسط مجموعة من المواطنين الذين استفادت أزقتهم من تزفيت بعد مساومة انتخابية في اجتماع تم بإقامة فضل الله حضره سكان هذه الإقامة وعدد آخر من إقامة صوفيا، وآخرون من سكان الحي الصفيحي ديبو الغافري.
وأكد البيان أن البروباغندة الانتخابية -الدعاية التضليلية- التي يقوم بها عمدة المدينة تعد سابقة من نوعها في تاريخ العمودية بسـلا، بحيث دأب الأخير على "تبريز" مرشحي لائحته الحزبية المقبلة في كل الأشغال العمومية للتعريف بهم، كما استنكر البيان بشدة الحركة الجنونية وكل المظاهر المريبة على مستوى إنجاز عدد من الأشغال العمومية كتقوية الطرق وتبليط الأزقة بشكل انتقائي، وفي وقت قياسي دون مراقبة أو مراعاة لمعايير الجودة واحترام مواصفات دفتر التحملات.

وأدان البيان -الذي وقعته (شبيبة حزب الاستقلال بسـلا، شبيبة العدالة والتنمية، الشبيبة الاتحادية، الشبيبة الاشتراكية، شبيبة التجمع الوطني للأحرار، شبيبة الحزب العمالي وشبيبة الأصالة والمعاصرة)- هذه الممارسات التي اعتبرها مشينة، تستصغر عقول السلاويين الشرفاء، وأوضح البيان أن ما يقوم به عمدة مدينة سلا يعد ابتزازا ومقايضة رخيصة للحصول على أصوات المواطنين بدل كسب ثقتهم.

ونبه الموقعون على نص البيان الشارع السلاوي إلى ما اعتبروه مكرا و"دهاء سياسي خبيث" يمارسه ادريس السنتيسي حين أبى إلا أن يؤخر تنفيذ المشاريع التي وقعت عليها كل الأطياف السياسية من أغلبية ومعارضة إلى عشية الانتخابات بغرض استثمارها سياسيا، متجاهلا جودة هذه الأشغال في ظل عدم قدرة مصالح الجماعة على متابعة تنفيذها وفق مواصفات دفتر التحملات.
وخلص البيان إلى التأكيد بأن هذه الممارسات تعكس بوضوح النوايا الانتخابية حين يتعاطى العمدة بانتقائية مع تنفيذ المشاريع المبرمجة في إطار برنامج تأهيل مدينة سـلا حيث عمد إلى تهميش وتأخير إنجاز البنيات والمشاريع والأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل والتي من المنتظر أن تخلق العديد من مناصب الشغل وهو ما يحتاجه الشباب السلاوي.
وأضاف البيان بأن كل الهيئات الشبابية بالمدينة اليوم تستنكر هذه السلوكيات ووصفوها بأنها لا ترقى إلى ما يطمح إليه المواطنون السلاويون في تدبير مصالح الجماعة بسلا، وأكدوا:
*- رفضهم للتوظيف المفضوح لأشغال التبليط والتقوية التي يقوم بها رئيس جماعة سلا ادريس السنتيسي ولائحته الانتخابية المرتقبة والتعاطي معها بنفس انتخابي.
*- إدانتهم لكل أشكال التماطل والتأخير التي عرفتها مجموعة من المشاريع الاقتصادية المبرمجة والتي ينتظرها الشباب السلاوي بفارغ الصبر.
*- دعوتهم السلطات المحلية للتدخل من أجل إيقاف كل أنواع المتاجرة بمصالح المواطنين وحقوقهم وكذا الفاعلين السياسيين وكل الضمائر الحية للتصدي لجميع أشكال هدر المال العام.
ودعا البيان الجماهير الشبابية بمدينة سلا إلى اليقظة والحذر للوقوف ضد كل من سولت له نفسه التلاعب بمصالح المواطنين وآمالهم واستغلال حاجاتهم للحصول على مكاسب انتخابية، ودعا أيضا البيان الشباب إلى المشاركة الفاعلة والمكثفة من أجل تحصين الانتخابات الجماعية المقبلة لأن مدينة سـلا تستحق تدبيرا جماعيا أفضل.

elfathifattah@yahoo.fr

بروباجندة موسمية

مرسلة بواسطة جمعية المدونين المغاربة On 14:07 0 التعليقات

وصلة إعلامية رخيصة قبل انتخابات الجماعات المحليةتلك الطريق المعبدة، والأشجار على جنباتها على حد البصر تدري من أنشأها؟الجماعة المحلية.
تلك الحدائق.. الكراسي تحت أشجارها الوارفة، يتنزه الناس فيها، يلعب الأطفال فيها. تدري من أقامها؟الجماعة المحلية.هنا المستشفى. هناك مدرسة، هنالك مكتبة، تدري من بناها؟الجماعة المحلية.هذا البساط أخضر على امتداد البصر. أمطار غزيرة سقطت هذه السنة. تدري من أسقطها.طبعا. الجماعة المحلية.

شكيب أريج21/05/2009

وصلة إعلامية جاهزة بعد انتخابات الجماعات المحليةتلك الأعمدة في الشارع العمومي لا تنير كلها إلا عند اقتراب انتخابات الجماعات المحلية!! تدري من المسؤول؟الجماعات المحليةتلك الحفر في كل مكان، تلك الأزبال في كل مكان. من المسؤول عنها؟طبعا. الجماعات المحليةهذه الحافلات الخردة، هذه الحدائق المهجورة. من المسؤول عن كل هذا؟الجماعات المحلية طبعا.الجماعات المحلية الفاشلة، المرتشية، التابعة لنفوذ فلان، المسيرة حسب هوى فلانة، الجماعات المحلية الخائنة لعهودها، المتمسكنة المتمكنة، التي ملأت الكروش والجيوب وأفرغت الميزانيات. من المسؤول عنها؟أنا لأني شاركت في الانتخابات وحدي. أنت لأنك لم تشارك في الانتخابات. هو وهي لأن اللامبالاة شعار المرحلة.

شكيب أريج22/05/2009

إنهم يصوتون ببطونهم - بقلم محمد بنعزيز

مرسلة بواسطة جمعية المدونين المغاربة On 13:12 0 التعليقات

بدأت الدورة الأخيرة في السباق للفوز في الانتخابات الجماعية، وبناء على مشاركتي في الحملات الانتخابية السابقة، يمكن التمييز بين ثلاثة مرشحين:
- مرشح القبيلة.
- المرشح المقاول.
- المرشح المسيس.
ولحملة كل واحد دعامة مخصوصة يرتكز عليها في تسيير حملته الانتخابية.
الأول هو ابن القبيلة البار، يحرص على الترشح في مسقط رأسه وبين أهله، لا رابط سياسي بينه وبين مرشحي حزبه في الدوائر الأخرى، جلهم التحق بالحزب في آخر لحظة - بحثا عن التزكية - وغالبا لم يلتقوا قط، هدف المرشح هو احتكار الوجاهة في قبيلته، مما يقربه من السلطة ويسهل عليه تدبير أموره، وخدمة أقاربه كوسيط أي سمسار، وهذه خدمة معتبرة حيث تكثر النزاعات.
يريد المرشح القبلي أن يفوز مهما كلفه ذلك، لا مكان للتراجع في القبيلة، فالمساومة ضد الرجولة (بمعنى أنوثة) والفوز هو النخوة. لذا لا ترشح القبيلة النساء.
وسائل التأثير الرئيسية لهذا المرشح هي الدم الذي لا يصير ماء، وباسم الدم والأخوة في الرضاعة والجيرة، يطلب المرشح من ناخبيه ألا يتخلوا عنه، لا يناقشهم، لكن يرمي عليهم "العار"، يعانقهم ويقبلهم، وخاصة كبار السن، يعانقهم ولا يحدثهم عن السياسة، لذا يجد مشاكل في التواصل مع الشباب.
يملك هذا الأسلوب في التواصل فعالية خاصة في البوادي حيث توجد ساكنة متجانسة، فما أن يعطي أحد رجال فخذ أو بطن قبيلة وعدا بالتصويت لمرشح معين حتى يتبعه أهله وأقاربه، ومن يخرج عن إجماع القبيلة يعزل، يعاقب، وهكذا يصبح الانتخاب إرغاما وليس اختيارا.
تعرف البوادي نسبة مشاركة عالية مقارنة بالمدن، وقد أدرك الكثير من المرشحين أن مفتاح النجاح يوجد في البوادي، وهذا ما يفسر سفر موظفين سامين من العاصمة إلى قرى نائية للترشح فيها لأن بها فرص فوز أكثر. بفضل عصبية أبناء العمومة والأصهار وأصهار الأصهار، ينمحي الصراع الطبقي، بحيث يساند الفقير المعدم ابن عمه الثري ضد "البراني" في اصطفاف عمودي شاذ. [باسم الناس ديالنا، وينخ بالأمازيغية].
في مثل هذه الحملة الانتخابية "البراني" هو الذي ينتمي إلى قبيلة أخرى، يهجم عليه الكل دفعة واحدة، لذا تقع مواجهات ويتم تبادل شتائم حين يذهب مرشح من قبيلة معينة للقيام بحملته في أرض قبيلة مرشح آخر، فأنصار هذا الأخير يعتبرون تحرك غيرهم في أرضهم مساسا بهم، لذا يرددون شعارات تطالب الغرباء بالانصراف. وهذا سلوك يتعارض مع مبدأ الوطن للجميع، وهو يجبر مرشح كل قبيلة ليكون في حزب غير حزب مرشح القبيلة الأخرى، وهذا هو سبب تناسل الأحزاب.
تتخلخل هذه الدعامة عندما يتقدم مرشحان من نفس القبيلة كل واحد منهما يقسم بالدم والرضاعة، حينها يصير الدم ماء ولابد من عوامل أخرى لتحديد الأقوى. من الواضح أن الانتخابات تستثمر القبلية وتخربها في آن، والنتيجة أنه بمرور السنين تقل احتمالات فوز أصحاب الدم، لأن الانتخابات تتسبب في شروخ داخل القبيلة وتزعزع البنيات التقليدية فتتوزع الأصوات، وهذا ما بدأ يحصل في المدن، حيث يؤدي تلاشي الروابط الدموية بين المهاجرين وقراهم إلى ظهور علاقات زبونية جديدة.
المخزن لا يثق في هذا النوع من العلاقات، لذا فهو يثق في البوادي أكثر، يثق في فلاحيه رغم أنه يبيعهم 100 كلغ أسمدة ب 30دولار للقنطار بينما يصدر 1000 لكغ فوسفاط ب50دولار... القانون الانتخابي الحالي يجلب كتلة ضخمة من المنتخبين من البوادي. كمثال يوجد في جهة العاصمة الرباط 40جماعة قروية وربْعها بلديات.
المرشح الثاني شخص برجوازي، وهذا توصيف مضلل، لأن البرجوازية تحيل على قيم لا صلة بينها وبين هذا المرشح، لنقل أن المرشح دومالي، مقاول رث من أعيان المدينة، رث لأنه يعتاش من اقتصاد الريع ويخشى التنافس الشفاف، يترشح لتقوية موقعه أمام أشباهه، لديه إستراتيجية واضحة: ينفق الآن ما سيحصّل ضعفه لاحقا. إذن فالانتخابات بالنسبة إليه مقاولة أيضا، تقترح على المصوتين تبادل مصالح، وهكذا تدور الحملة الانتخابية وفق آليات دكان الحي. [يعرف صاحبه كيف يتعامل مع الكليان]. لذا ليس لفوز هذا المرشح أي دلالة سياسية.

المرشح ثري يستثمر في الاقتصاد السياسي، يقدم منافع لزبنائه "الأوفياء"، مثل عمال مصنعه ومقهاه، وهو متأكد أنهم سيصوتون عليه آليا لأنه يسيطر على مصدر رزقهم وعلى أصواتهم وأصوات أسرهم وأقاربهم من المستفيدين الحاليين والمحتملين، خاصة وأنهم يتلقون دوما وعودا بالتشغيل أو المساعدة.

في تعامله مع غير عماله ومن يتصل بهم، يتحرك المرشح المقاول في موكب سيارات دفع رباعي لترهيب الناس، يؤمن أن دعامة الحملة الانتخابية هي الخراف المشوية، لأن إدام الخراف المشوية أقوى من أي مهرجان خطابي.

وهذا الإدام فعال لأن الناخب يسعى للاستفادة قدر المستطاع قبل نهاية الحملة، يأكل ويأخذ معه اللحم لأهله، فأسعار اللحم مرتفعة، ومن يطبخه ويقدمه بكثرة كريم ويستحق الفوز، اللحم هو وسيلة الإقناع، وهو أكثر تأثيرا من الخطابات السياسية، وقد أقام مرشح ذكي وليمة وضع فيها أمام كل خمسة "مصوتين محتملين" خروفا مشويا كاملا، وقد كان هذا حدثا خارقا سارت بذكره الركبان، لأن أحدا لم يقدر على المزايدة عليه، فالمزايدة في الكلام أسهل من المزايدة في الشواء. هكذا يفكر الناخب الجائع والانتهازي. وهو لا يقاطع الانتخابات أبدا.

لكن من كثرة الولائم صارت شبهة، لذا يسارع المرشحون المتبرجزون إلى الجنازات لإطعام المعزين، كما يتسابقون على حفلات الزواج والختان لتقديم الهدايا وإطعام الأنصار المحتملين، وهم أنصار ظرفيون قد لا يمتد مفعول ما أكلوه أكثر من يوم، فإذا حضروا وليمة أدسم نسوا ما قبلها، لذا يحرص المرشح أن يقسموا أمامه "الطعام" الذي يجمعهم.

المرشح الثالث سياسي متمرس وليس وافدا على السياسة يوم الانتخابات، إنه شخص عميق التسييس، متشبع بفكرة أن السياسة هي خدمة المصلحة العامة، لديه خطاب سياسي منسجم يستطيع التحدث وليس أبكم، قادر على الجدل، أي فن الاعتراض والاقتراح، قادر على التواصل، يعمل على تأطير المواطنين، يخاطبهم باعتبارهم رأيا عاما وليس كأفراد مستقلين عن بعضهم البعض... وهو يركز حملته على شحذ العزيمة لا تقديم الوليمة، يستهدف عقول الناخبين، باعتبارهم مواطنين بغض النظر عن أصولهم وثرواتهم وقبائلهم، إنهم سواسية بالنسبة له، الغريب مثل ابن العم.

لأنه يسوق أفكاره، وهي دعامة حملته، فإن المرشح الثالث يقوم بحملة نظيفة ذات كلفة معلومة، حملة تقوم على إقناع الناخب، على مخاطبة العقول بدل البطون، حملة تستهدف مواطنا لا يمكن شراؤه أو إرشاؤه، مواطن يعرف البرامج الحزبية ويحكم على النتائج، مواطن يختار بناء على معيار الاستحقاق، مواطن يفهم أن التصويت هو تعاقد بينه وبين المرشح.

واضح أن هذه الدعامة تواجه صعوبات في مغرب اليوم، الصعوبة الأولى هي أنها تتوجه إلى نخب المدن، إلى الطبقة الوسطى، إلى 2 %من المغاربة الذين يطالعون الجرائد، إلى الذين يصوتون بناء على موقف فلسفي وسياسي، وهم غالبا يقاطعون التصويت، ليبقى مستقبل المغرب في يد الأعيان والأميين. وهؤلاء يسخرون من المرشح المسيس لأن تمسكه بالمبدأ والأمل يفسر كعلامة على الغباء أو الحمق.

الصعوبة الثانية طارئة، وهي استخدام التقوى والجهاد الانتخابي للتعبئة، وهذه خطة الإسلاميين، فهم لا يقدمون الشواء، لكن يقدمون أنفسهم بديلا للآخرين، ينظمون حملة انتخابية مختلفة، يسيرون في صمت وانضباط، يتحدثون بأدب، وحين يرتفع الآذان يجلسون أرضا في الشارع ليصلوا، وقد كان لهذه الحركة أثر كبير في نفوس المارة الذين دهشوا.

لقد عكست نتائج الانتخابات المغربية العلاقات القبلية وزبونية المقاول الرث، وفي محطات كثيرة تحالف القبلي مع هذا المقاول. المبهج أن هذا الشكل من الانتخابات فقد كل شرعية، صار مصدر سخرية، وصار الاعتراض عليه شديدا، وهذا سبب تزايد المقاطعة.

بقي الأمل في أصحاب الدعامة الثالثة، المسيسون وهم قلة، لأن الفئة التي ينحدرون منها صغيرة، ف 400ألف مغربي يطالعون الجرائد يوميا، أي أقل من 2% من السكان، أما 98 في المائة الباقية فيعانون أمية أبجدية أو ثقافية ويعتاشون على الشفوي فقط.
في الوضع المغربي، يعتبر 2% نخبة، وأنا أدعوهم أن يساندوا مرشح الدعامة الثالثة، لقطع الطريق على المرشح القبلي وعلى الدومالي، وإلا فإن الأغلبية العامية سوف تستمر في جرهم إلى أسفل بدل أن يجروها إلى فوق.

في مغرب اليوم، يفوز أصحاب الدم في البوادي ويفوز أصحاب اللحم في المدن، لذا يحكم رجل الأعمال الرث المدينة، لأنه يستقطب ناخبين يصوتون ببطونهم، وبعد الانتخابات يبقى العظم المكسور بين أسنانهم، بينما يستمر البيزنس مان في عمادة طنجة وسلا ومراكش والرباط والبيضاء ومكناس وتيفلت...

أيها المرشح، في أي صنف أنت؟

أيها الناخب: من منهم يلائم طريقة تفكيرك؟ ماذا تقدر دعامة العار أم الطعام أم الأفكار؟

على الطاولة ثلاث دعامات - خيارات فقط، النفس الشهوية والنفس الغضبية والنفس العاقلة، اللحم والدم والفهم، اللحم للزبون والدم لابن العم والفهم للمواطن. صحيح أنه كلما زاد الذين يؤمنون بكرامتهم ومواطنتهم ضعف تأثير الدم واللحم في الحملات الانتخابية، لكن لحدود اللحظة، وأسطر على اللحظة، فإن الذين يصوتون ببطونهم هم الذين يقررون لنا، والمقاطعون يساعدونهم، فما العمل لتسيّرنا العقول بدل البطون؟

أنا لن أقاطع الانتخابات ثم أشتمها، سأتصرف لكي لا أصب الماء في طاحونة القبلي والدومالي، سأقوم بالحملة وسأصوت على المرشح المسيس، النشيط في حزبه منذ مدة، الأصغر سنا والأعلى تعليما، لإصابة هدف واحد على الأقل، إما حقن النخب السياسية المحلية بدماء شابة، أو على الأقل تغيير الوجوه التي ملّها المغاربة.

bnzz@hotmail.com

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إلى اعلى الصفحة

الانتخابات الجماعية المغربية 2009 ستشهد: