فباستثناء خطب السب والتهجم والتجريح في الأشخاص والهيئات أو خطب الوعود الفارغة والأماني المعسولة ، لا وجود لأفكار حول مستقبل المدن والقرى، ولا وجود لتصورات جديدة لإدارة الشان المحلي ولا أثر لبرامج مرقمة أو إصلاحات واقعية أو فهم لمشكلات المواطن اليوم وغدا......
المواطنون اليوم في البوادي كما المدن يعانون من مشاكل النقل، وقد جرب المغرب نموذجين غير ناجحين، هناك نظام الوكلات، حيث الجماعات كانت تساهم إلى جانب وزارة الداخلية في تسيير مرفق للنقل ، وهناك نموذج التفويت أو الخوصصة، حيث يعهد بالنقل إلى شركة خاصة أو أكثر....في النموذج الأول كانت هناك اختلاسات وتلاعبات في المال والتوظيف، وهو ما أدى إلى إفلاس جل وكالات النقل الحضري، وفي النموذج الثاني هناك خرق لدفتر التحملات والتلاعب بالجودة التي يحرم منها المواطن ...
قولوا لنا أيها المرشحون كيف ستعالجون هذا المشكل حتى نحصل على نقل جيد ونظيف وعلى متن عربات وليس مقاتلات...هذا نموذج فقط من المشاكل، وإذا عثرتم على حزب أو مرشح له حل جدي لهذا المشكل دلونا عليه، جزاكم الله خيرا.
هذا التحرك الميداني للحزب اليساري، جاء للتعبير عن موقف الحزب الداعي إلى مقاطعة الانتخابات، بالإضافة إلى الاحتجاج على حرمانه من حصته في الإعلام العمومي خلال الحملة الانتخابية، كما هو الشأن مع باقي الأحزاب، واعتبر الكاتب العام للحزب أن (( هناك أزمة سياسية في ما يسمى بالمسلسل الديمقراطي، يعبر عنها حجم المقاطعة التي عرفتها انتخبات 7 شتنبر 2007، ونحن نفضل أن نكون مع هذه الأغلبية المقاطعة على أن نكون مع الأقلية المشاركة، إذ لم يعد مقبولا الاستمرار في تكرار هذه المهازل، ونحن نطالب بحل البرلمان نظرا لافتقاره إلى المشروعية، ووضع دستور جديد ثم تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، والتي لن يكون من اللائق عدم المشاركة فيها)).
وفيما تواصل فروع حزب النهج الديمقراطي توزيع المنشورات الداعية إلى مقاطعة الانتخابات، اختارت جماعة العدل و الإحسان الاكتفاء بالإعلان عن قرار المقاطعة، دون تجاوز ذلك إلى التحرك الميداني من اجل الدعوة إلى عدم التصويت،(( فنحن نقاطع الانتخابات كما جرى في السابق ونعلن موقفنا منها بكل وضوح، ولا نرى أننا بحاجة إلى تنظيم حملة للدعوة إلى ذلك، لأن المواطنين المغاربة لم يعودوا بحاجة إلى ذلكـ، يقول فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم الجماعة، قبل أن يوضح أن المحتاجين إلى تنظيم حملة مماثلة هم المشاركون،((لأن المغاربة عبروا عن موفقهم من هذه المشاركة بعد التجربة المريرة لانتخابات 2007، والجميع يتحدث الآن عن برودة الحملة الانتخابية وسلوك اللامبالاة الذي بات يسم الجو العام، والتحدي الحقيقي الآن هو استمالة الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الجماعية المقبلة)).
من جانبه، قال احمد الدغري، الأمين العام للحزب الديمقراطي الامازيغي المنحل، أن الحزب عبر عن موقفه من الانتخابات الجماعية، وهو موقف لا يدعوا لا على المشاركة ولا إلى المقاطعة،(( أي أننا نترك الاختيار للناس، فمن أراد أن يشارك لا نطلب منه العدول عن ذلك، ومن أراد المقاطعة لا ندعوه إلى التصويت، وذلك بناء على مبدأ سيادة الشعب وحريته في الاختيار، خاصة وان هذه الانتخابات الجماعية ترتبط بالحياة الفردية للمواطنين، وليس لها طابع سياسي)).
غير أن الدغري عاد ليوضح أن الحركة الامازيغية تتخللها بعض التيارات المقاطعة للانتخابات على نطاق واسع، خاصة منها الحركة الثقافية والتنظيمات الشبابية،((وفي الغالب، وحسب تقديراتنا للساحة السياسية، فإن المقاطعة التي سجلت في انتخابات 7 شتنبر 2007 ستتكرس بشكل متزايد، فليس هناك اهتمام من طرف الناخبين والحلة باردة ووحدها تيارات ما يسمى بالاقتصاد الانتخابي تهتم بالموضوع)).
وأضاف الدغري أن العملية الانتخابية اتخذت طابعا اقتصاديا، ببحث البعض عن ملء جيوبه خلال هذه الاستحقاقات،(( فالحملة يقودها أصحاب الأموال، وتمويل الحملات الانتخابية تشوبه الكثير من التلاعبات، فأصبح الانتخاب نوعا من الاقتصاد غير المهيكل، يخوضه أشخاص مأجورين يتولون توزيع المنشورات مقابل 100 أو 150 درهما لليوم أو أقل، وبالتالي فإن من يستغلون النفوذ هم من سيفوز في هذه الانتخاباتن)).
مصدر مطلع قال(( أخبار اليوم)) إن مدينة القنيطرة قد تسجل أعلى نسبة من حيث مقاطعة الانتخابات، وذلك بسبب الوضع الذي تشهده المدينة))، وأضاف أن(( المجلس المنتهية ولايته استفاد طيلة مدة ست سنوات دون أن تكون له بصمة واضحة في المدينة)).
من جهة أخرى، فإن نفس الوجوه التي سيرت المجلس في الفترة السابقة هي التي تقدم نفسها لسكان القنيطرة على أنها ستنفذ المدينة من الأوضاع المزرية التي تعيشها وستعالج الملفات الشائكة التي تعترض طريقها، وعلق أحد سكان المدينة على ذلك قائلا :(( لم يقوموا بأي شيء في الفترة السابقة واليوم يعدون بأنهم سيحققون و ينجزون ))، قبل أن يستطرد قائلا:(( كون كانوا بغاو لخير لهاد المدينة كانوا داروه فيها شحال هادي)).
بعض مرشحي الأحزاب السياسية في المدينة مازال المواطن في القنيطرة لم يتعرف على وجوههم.
فقد سخروا الأطفال والنساء الذين يقودون الحملات الانتخابية في القنيطرة من اجل التعريف بهم.... وهو ما آثار غصب بعض الجمعيات الحقوقية في المدينة، إذ اعتبرت أن استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية هو(( خرق سافر لحقوق الطفل واعتداء فاضح على براءته)).
ويبدوا ان غضب الجمعيات الحقوقية لن يجد آذانا صاغية لدى بعض المرشحين الذين عزموا على خوض الحملة الانتخابية بالقنيطرة بكل ما اتوا من مال وجاه وعتاد...
وأن (( استغلال براءة الطفولة في الحملات الانتخابية)) الذي تتحدث عنه الجمعيات الحقوقية ليس الآن وفت تناوله ))، لان ما يقوم به الأطفال حسب المرشحين،(( هوعمل شريف)).
عزيزي رباح، وكيل لائحة المصباح بالقنيطرة، قال لـ(( أخبار اليوم)) إن (( هناك إنزالا للمال في عدد في عدد من المواقع يعب ضبطها))، مؤكدا أن هذا يعتبر مؤشرا (( غير ايجبي على نزاهة الانتخابات القادة))، و أضاف أن هناك عددا كبيرا من المواطنين لم يتوصلوا بعد ببطائقهم الانتخابية ، مشيرا إلى أن هناك ضعفا كبيرا يسجل على هذا المستوى.
هذا، وتتنافس 21 لائحة بمدينة القنيطرة تنتمي إلى مختلف الأحزاب السياسية ، إلا أن التنافس سيبقى، حسب بعض المتتبعين، محصورا بين أربعة أحزاب رئيسية هي حزب العدالة و التنمية ، الذي كان ينتمي إلى المعرضة في المجلس الجماعي السابق، والاتحاد الدستوري وحزب الاستقلال، باعتبارهما الحزبين المسيرين للمجلس السابق، ثم يأتي حزب الأصالة و المعاصرة الوافد الجديد والذي تبقى حظوظه في الفوز بأغلبية مقاعد المجلس ضئيلة، حسب عدة مراقبين.
إصلاحات آخر ساعة: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم : ذ. حسن لمعنقش*
حين يقترب موعد الانتخابات، تبدأ أعمال الحفر والتعبيد والبناء …، وتبرمج المشاريع المؤجلة في مواعيد تتزامن مع الحملات الانتخابية. ولأول مرة، بعد الانتخابات السابقة، تصادفك طلعة رئيس المجلس البلدي "غير البهية"، وهو يتابع أشغال إصلاح طرقات وتزيين حديقة -إن كانت- وتنظيف مجار للمياه العادمة… يتابع كل ذلك، وفي نفس الوقت يوزع التحايا على الجميع مبتسما ابتسامة الثعلب المكار! وقد يسأل السيد الرئيس هذا عن حال أبيه العجوز، وتلك عن زوجها المقعد… بعد أن يهمس في أذنه أحد مساعديه من أبناء الحي بأخبار من يخاطب !
ولكم طالب أهل الحي بمثل هذه الإصلاحات في مناسبات سابقة، لكنهم لم يجدوا الآذان الصاغية. فمثلا كثيرا ما رجا العم المهدي -ذو السبعين عاما- أعضاء المجلس البلدي واحدا واحدا أن يعملوا على إصلاح الشارع الرئيس للحي. فقد تسببت حفره الكثيرة، والتي سقط العم بنفسه في إحداها فجرا وهو ذاهب إلى المسجد، في حوادث كثيرة، لكن لا من مجيب إ
والغريب أن تلك الحفر تتكاثر كما تتكاثر الأرانب، فكأنما تلد كل حفرة منها حفرا تكبر وتتسع مع توالي الأيام والشهور. ولذلك لما ظهرت مرة حفرة وسط الشارع بعد الفرار الكبير لتسعة سجناء من سجن القنيطرة المركزي عبر نفق حفروه، أخذ الناس يتندرون:
-… ربما خرج جميعهم من هذه الحفرة…
-… لا، ربما خرج بعضهم فقط منها، والبعض الآخر من باقي الحفر الصغيرة فرادى…
- وربما… وربما…
رأيت العم المهدي أخيرا رافعا يديه إلى السماء يدعو بخشوع، وأمامه مجموعة من العمال يصلحون الشارع الرئيس، فسألته:
- ما هذا الخشوع يا عم؟
فأجاب:
- أدعو يابني بهذا الدعاء: "اللهم اجعل معظم أيامنا مناسبات انتخابية !"
- ولماذا؟
- ألا تلاحظ معي يا بني أنه في تلك المناسبات تنظف الطرقات وتزال المزابل وتطلى جدران المؤسسات… ؟ بل حتى المقابر تبيض يا بني إن كانت عند مدخل المدينة بارزة للناظرين كما في مدينة أبركان ! لذلك أدعو بهذا الدعاء. وليت خطيب الجمعة في حينا يدعو به هو الآخر فوق المنبر، فقد يكون من بين المصلين المؤمنين على الدعاء أحد مجابي الدعوة !
(يتبع).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عضو المجلس الوطني لجمعية المدونين المغاربة .