ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كتبها المهدي الصالحي*
انطلق التنافس حول المقاعد البلدية بطنجة بحوالي أربعة أشهر قبل موعد الاقتراع. كان خلالها العديد من الشباب العاطلين قد دشنوا اتصالاتهم بمختلف الأعيان المقبلين على الانتخابات للعمل معهم أثناء الحملة.
وقد دخل هؤلاء الشباب الحملة الانتحابية من الباب الخلفي، وشعارهم : " خذوا أموالهم وشتتوا أوراقهم"، فهم لا يميزون بين شعارات الأحزاب ولا بين مرتكزاتها الإيديولوجية. هدفهم هو الحصول ما أمكن على المال بأي وسيلة كانت.
في حي السواني أحد أعرق الأحياء الشعبية بمدينة طنجة، دخل المدعو "ن" إلى الانتخابات تحت يافطة التراكتور، لا يهمه أن يكون رأس اللائحة أو الخامس أو السادس، المهم على كم سيحصل خلال هذه المدة. وقد كان "ن" دائم "الاشتغال" بالانتخابات هو و أبوه، حيث تمكن خلال الحملة الماضية من جمع أكثر من 10 ملايين سنتيم. لكن أبناء الحي لن يعملوا معه هذه السنة، فهم لا يزالون مدينين له منذ الانتخابات السابقة بأجرة يومين من "العمل الانتخابي"، بقيمة 100 درهم لليوم.
لكنه مع ذلك استطاع استقطاب العديد من أتباع الشيخ "ي" أحد الخطباء بالحي، بعدما ملء بطونهم في الكثير من الولائم.
وقد كان يقول للناس قبل بداية الحملة أن وكيل لائحته " الفليوي" هو من جهز حفل العدل والإحسان بالحي، خلال عيد المولد النبوي الأخير، في محاولة منه لاجتذاب أنصار الجماعة ومتعاطفيها للتصويت على حزبه، وهي الجماعة التي يعرف عنها الخاص والعام أنها تقاطع الانتخابات مادامت في شكلها الحالي.
ويتهمه "ع" بأنه بعدما أوصله بنفسه إلى أحد الأعيان الانتخابيين من حزب الأسد في السابق وأقسم له على المصحف أن يدعمه حين أعطاه ثلاثة ملايين، ها هو الآن يغير قبعته ويتجه نحو الأصالة والمعاصرة.
يشار إلى أن مرشح الحزب المغربي اللبرالي بالمقاطعة –حسب شهود عيان- هو من أدى ثمن مشاهدة مباراة النهاية التي جمعت بين فريقي برشلونة ومانشتر يونايتد ، قبيل بداية الحملة، لجميع رواد مقهى الحي. ويعمل معه الأن في الحملة أكثر من 60 فردا.
محمد السباعي ينتمي إلى عائلة مشهورة بالعقار في المدينة، هو من يتزعم لائحة هذا الحزب، بعدما هيأ له صديقه الوزير السابق محمد زيان – الذي سبق له أن ترشح بطنجة - كل الظروف المناسبة.
الكثير من الوجوه الانتخابية في المدينة فضلت عدم الظهور في الواجهة، فبعدما فضل جمال الأربعين - سليل العائلة الريفية التي لم تغادر شجرتها قبة البرلمان منذ مدة – التموقع في الصف الثاني في لائحة الأصالة والمعاصرة في طنجة المدينة بعد الوجه الجديد سمير عبد المولى، هاهو السيد عبد الله شبابو يفسح المجال للجيل الجديد من العدالة والتنمية للتربع على رأس اللائحة. فيما أفسحت بعض الوجوه التي أدت الثمن غاليا فيما سبق، المجال لأبناءها، فبعدما قضى عبد الحق بخات الرئيس السابق للمجلس البلدي عن حزب جبهة القوى الديمقراطية، سنوات السجن على خلفية قضية الدوق دي طوفار، تقدم ابنه طارق هذه المرة في لائحة المغربي اللبرالي بعدما قفز قفزة طولية من "يسار أبيه" إلى يمينه اللبرالي، ورافقه في اللائحة إضافة إلى آخرين صديقه إدريس أياسين منسق التنسيقية الوطنية لخريجي شالنجر دوزيم، وابن الصادق أياسين العضو السابق في المجلس البلدي عن التجمع الوطني للأحرار.
فيما تكرس الترحال بخروج عدد من الوجوه الاتحادية للترشح في لائحة مستقلة هي لائحة الوفاء للمصداقية، وعلى رأسهم الأستاذ الجامعي محمد خرشيش.
و بقي المجال متاحا للعمدة دحمان الدرهم لترأس اللائحة الاتحادية، قصد الحفاظ على منصب العمادة، بعد أن جرب العديد من الأحزاب بمختلف التلاويين، و ينافسه في المنصب محمد الزموري وكيل لائحة التجمع الوطني للأحرار والذي تسمى الكثير من الأحياء في طنجة باسمه (الزموري 1، الزموري2، الزموري3).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* عضو المكتب التنفيذي لجمعية المدونين المغاربة
مدونة الحوار المفتوح
مدونة الحوار المفتوح
0 Response to "خذوا أموالهم وشتتوا أوراقهم” شعار الحملة الانتخابية في طنجة"
إرسال تعليق