ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم : ذ .حسن لمعنقش *
وبالمناسبة، يتناقل الناس في بلدي أحاديث تذكر ما يمكن أن نسميه ب "غرائب انتخابية" .بعض من تلك "الغرائب" سمعته على شكل نكتة، وبعضها الآخر رأيته أو سمعت البعض يحكيه. وهي أحاديث ربما تساعد في إلقاء الضوء على " السلوك الانتخابي" لدى بعض المواطنين، خاصة وأن الحكاية والنكتة والأحاديث العابرة…قد تعبر عن موقف من القضية التي تتعلق بها أو تدور حولها. وفيما يلي بعض من تلك "الغرائب":
1- مآرب في أوراق المرشحين:
في حي من الأحياء الشعبية بمدينة من المدن الكبرى ببلدي، لوحظ أن "الطاهر" -أحد حلاقي الحي- يزداد فرحه وسروره كلما انطلقت حملة انتخابية. فبعد أكثر من شهر من الإعلان عن نتائج تلك الانتخابات، وبعد أن ينسى الناس صخب الحملة ووعود المرشحين: هذا يعد بتوظيف جميع أبناء وبنات الحي، وربما حتى الرضع والعجائز من السكان، وذاك بتحويل مراحيض الحي إلى "فيلات" فخمة كما قال أحد الظرفاء، وتلك بالنهوض -أو القعود، لا فرق- بحقوق المرأة مثل: حق بنات الحي في مهرجان لاختيار " ملكة جمال النفايات" لكثرة الأزبال قي الحي، أو استيراد أزواج لهن من "جزر الواق واق" مادام لدى شباب الحي عزوف عن الزواج…إإ أقول: بعد أن ينسى المواطنون كل هذا، يتذكر من يزور دكان الحلاق "الطاهر" للحلق أو التقصير ذلك الصخب وتلك الوعود. ف "الطاهر" لم يترك الحملة تمر دون أن يتزود منها ويجمع في دكانه جميع أوراق المرشحين، وبالمئات.
ولماذا؟
لسبب بسيط: أن "الطاهر" كلما أمر الموسى على شعرات زبون إلا واستعان بإحدى تلك الأوراق لمسح تلك الموسى، وهو يردد، بالطبع: "شكرا، مرشحنا المحترم إ".
فالحلاق "الطاهر" يثني إذن على مرشحينا خيرا، من حيث تقديمهم مثل هذه "المساعدة" له، ويقول على سبيل الختم:
" الحمد لله أن مرشحينا يساعدوننا سواء نجحوا أم لا إإ".
أما التلميذ عبدالله، فيجمع هو الآخر أوراق المرشحين في محفظته الصغيرة، إذ يستعين بظهورها -غير المكتوبة- في إنجاز تمارينه. ويذكر عبدالله عنها أنها من النوع الجيد، إذ ينساب القلم فوقها انسيابا يحس معه التلميذ أنه من العيب ارتكاب أخطاء في التمرينات على ظهر المرشح المحترم إ
وعلى عكس "الطاهر" الحلاق، فإن التلميذ عبدالله يرى أنه هو الذي يساعد المرشحين. إذ على الأقل يساهم في تنظيف الشوارع -ولو بجهد بسيط جدا- من بعض أزبالهم التي يتسبب فيها العدد الهائل من أوراقهم المتروكة فيها. ولذلك يقول عن نفسه، وبفخر واعتزاز:
" أعتز بهذا العمل الذي أخدم به الوطن أفضل -ربما- من كثير من مرشحينا الذين ينشرون الأوساخ كالذباب…وخلفهم قد يأتي الخراب إإ".
لكن للحاج محمود، صاحب المقهى، مآرب أخرى في تلك الأوراق. ولعل أهم مأرب لمسه زبناء المقهى أنه كلما طلب أحدهم إبريق شاي إلا وجاءه النادل بالإبريق مصحوبا ب"مرشح". فورقته -أي المرشح- صالحة للالتفاف حول مقبض الإبريق حماية لأصابع الزبون من الاحتراق.وبعضها صالح أيضا لتجفيف يده من بقايا زيت "الملوي" أو "السفاجات" إن تناولها الزبون مع الشاي. ولقد أصبح من المألوف -إبان الحملات الانتخابية- أن يأكل زبون، في مقهى الحاج محمود، سفاجته في الوقت الذي يوزع فيه أحد أنصار مرشح أوراق الدعاية على الجالسين، فيناول النصير الورقة لآكل السفاجة، فلا يتردد هذا في "التمندل" بها، شاكرا للنصير ذكاءه وتفطنه لحاجته للتمندل إ
على أن أغرب مأرب ل "حمو" في أوراق الدعاية الانتخابية للمرشح ما ذكره المعطي. فقد جلس هذا مرة في مكانه المعتاد بالمقهى إلى جانب بعض أصدقائه. كان موضوع النقاش بين الأصدقاء يتعلق بالانتخابات. فقال المعطي:
- هل سمعتم آخر "مزحة" حولها؟
أجابوا بالنفي.
اعتدل في جلسته كأنه يتأهب لإلقاء محاضرة، ثم قال:
- اعتاد "حمو" أن يجمع لديه مجموعة كبيرة من أوراق الدعاية للمرشحين من كل الأصناف: من اليمين إلى اليسار. فكان كلما دخل بيت الخلاء، أعزكم الله، إلا ونادى على زوجته: "رحمة إ هات مرشحا إ".
صاح أحد أصدقاء المعطي:
- أعز الله "حمو" أيضا إ
1- مآرب في أوراق المرشحين:
في حي من الأحياء الشعبية بمدينة من المدن الكبرى ببلدي، لوحظ أن "الطاهر" -أحد حلاقي الحي- يزداد فرحه وسروره كلما انطلقت حملة انتخابية. فبعد أكثر من شهر من الإعلان عن نتائج تلك الانتخابات، وبعد أن ينسى الناس صخب الحملة ووعود المرشحين: هذا يعد بتوظيف جميع أبناء وبنات الحي، وربما حتى الرضع والعجائز من السكان، وذاك بتحويل مراحيض الحي إلى "فيلات" فخمة كما قال أحد الظرفاء، وتلك بالنهوض -أو القعود، لا فرق- بحقوق المرأة مثل: حق بنات الحي في مهرجان لاختيار " ملكة جمال النفايات" لكثرة الأزبال قي الحي، أو استيراد أزواج لهن من "جزر الواق واق" مادام لدى شباب الحي عزوف عن الزواج…إإ أقول: بعد أن ينسى المواطنون كل هذا، يتذكر من يزور دكان الحلاق "الطاهر" للحلق أو التقصير ذلك الصخب وتلك الوعود. ف "الطاهر" لم يترك الحملة تمر دون أن يتزود منها ويجمع في دكانه جميع أوراق المرشحين، وبالمئات.
ولماذا؟
لسبب بسيط: أن "الطاهر" كلما أمر الموسى على شعرات زبون إلا واستعان بإحدى تلك الأوراق لمسح تلك الموسى، وهو يردد، بالطبع: "شكرا، مرشحنا المحترم إ".
فالحلاق "الطاهر" يثني إذن على مرشحينا خيرا، من حيث تقديمهم مثل هذه "المساعدة" له، ويقول على سبيل الختم:
" الحمد لله أن مرشحينا يساعدوننا سواء نجحوا أم لا إإ".
أما التلميذ عبدالله، فيجمع هو الآخر أوراق المرشحين في محفظته الصغيرة، إذ يستعين بظهورها -غير المكتوبة- في إنجاز تمارينه. ويذكر عبدالله عنها أنها من النوع الجيد، إذ ينساب القلم فوقها انسيابا يحس معه التلميذ أنه من العيب ارتكاب أخطاء في التمرينات على ظهر المرشح المحترم إ
وعلى عكس "الطاهر" الحلاق، فإن التلميذ عبدالله يرى أنه هو الذي يساعد المرشحين. إذ على الأقل يساهم في تنظيف الشوارع -ولو بجهد بسيط جدا- من بعض أزبالهم التي يتسبب فيها العدد الهائل من أوراقهم المتروكة فيها. ولذلك يقول عن نفسه، وبفخر واعتزاز:
" أعتز بهذا العمل الذي أخدم به الوطن أفضل -ربما- من كثير من مرشحينا الذين ينشرون الأوساخ كالذباب…وخلفهم قد يأتي الخراب إإ".
لكن للحاج محمود، صاحب المقهى، مآرب أخرى في تلك الأوراق. ولعل أهم مأرب لمسه زبناء المقهى أنه كلما طلب أحدهم إبريق شاي إلا وجاءه النادل بالإبريق مصحوبا ب"مرشح". فورقته -أي المرشح- صالحة للالتفاف حول مقبض الإبريق حماية لأصابع الزبون من الاحتراق.وبعضها صالح أيضا لتجفيف يده من بقايا زيت "الملوي" أو "السفاجات" إن تناولها الزبون مع الشاي. ولقد أصبح من المألوف -إبان الحملات الانتخابية- أن يأكل زبون، في مقهى الحاج محمود، سفاجته في الوقت الذي يوزع فيه أحد أنصار مرشح أوراق الدعاية على الجالسين، فيناول النصير الورقة لآكل السفاجة، فلا يتردد هذا في "التمندل" بها، شاكرا للنصير ذكاءه وتفطنه لحاجته للتمندل إ
على أن أغرب مأرب ل "حمو" في أوراق الدعاية الانتخابية للمرشح ما ذكره المعطي. فقد جلس هذا مرة في مكانه المعتاد بالمقهى إلى جانب بعض أصدقائه. كان موضوع النقاش بين الأصدقاء يتعلق بالانتخابات. فقال المعطي:
- هل سمعتم آخر "مزحة" حولها؟
أجابوا بالنفي.
اعتدل في جلسته كأنه يتأهب لإلقاء محاضرة، ثم قال:
- اعتاد "حمو" أن يجمع لديه مجموعة كبيرة من أوراق الدعاية للمرشحين من كل الأصناف: من اليمين إلى اليسار. فكان كلما دخل بيت الخلاء، أعزكم الله، إلا ونادى على زوجته: "رحمة إ هات مرشحا إ".
صاح أحد أصدقاء المعطي:
- أعز الله "حمو" أيضا إ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عضو المجلس الوطني لجمعية المدونين المغاربة
0 Response to "يونيو 2009. الانتخابات البلدية على الأبواب، يوم الثاني عشر من الشهر."
إرسال تعليق