ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد بحراني – نبراس الشباب:
هبت النفحة الإنتخابية بعد طول انتظار، فكثرت معها الجدالات والنقاشات، ومعها الولائم والكرم الحاتمي الموسم الذي سرعان ما يتبدد ويتوارى كغمامة صيف عابرة .
تغيرت كذلك أحاديث الناس من التأسف على أوضاعهم المزرية التي تتدهور يوما بعد أخيه، ومن الحديث على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإضرابات المتكررة وغيرها، إلى الحديث عن هذا المرشح وذاك وعن هذه الرموز وتلك، سابحين في بحر الذهب الوهمي الذي ينسجه لهم كل من هب ودب ممن سموا أنفسهم المرشحين .
عندما يعلن هذا الحدث الميمون قدومه، تكثر تحركات الساسة بعد نوم عميق وغيبة طويلة، تعود معها الوجوه الغابرة المغتربة لتعزف من جديد أمام الملئ مقطوعتهم الروتينية المملة، ولتقرأ ” تُرّهَاتِها ” على أبناء شعب جهلاء لا يفرقون بين الألف و ” الزرواطة ”، شعب مغلوب على أمره ترغم عليه الظروف أن يصبح فريسة سهلة أمام الإنتهازيين، وسلعة يمكن لأي واحد أن يمتلكها بثمن قليل .
العجيب في هذه الإنتخابات الجماعية في المغرب أن جل المترشحين إليها خاصة في االقرى النائية لا يفقهون في السياسة شيئا، بل لا يحسنون حتى كتابة أسمائهم على الأوراق فما بالك أن يسيروا الجماعة، فعلى سبيل المثال، في أيت رخا بإقليم تزنيت جل المرشحين من رعاة الغنم، وبعض العمال المياومين، زيادة على ممتهني الجلوس اليومي على الطرقات .
وليست هذه صدفة وتلقائية سياسية، بقدر ما هو عمل الكبار المحكم ونظرتهم البعيدة المدى، إذ يفظلون ” لْمكلخينْ ” على ” لفاهمينْ ”، ولهم فيها بطبيعة الحال منافع شتى.
ولعل ما يحرجني أكثر، هو أن السواد الأعظم من أبناء هذا الشعب لا يفقهون في العملية الإنتخابية شيئاً، كل ما يعلمون أن هناك شخصان أو ثلاتة يتنافسون للفوز بشيءٍ لايهتمون إطلاقا بمعرفته .
المهم أن الإنتخابات الجماعية في مغربنا تجري دائما في جوٍّ فوضوي، لا فرصة فيه أبدا لاحترام المواطن البئيس إذ يُستغل لأغراض شخصية وحسابات سياسية لا يعرف عنها شيئا، فرجاء اً يا مرشحينا قللوا من الأكاذيب واقتدوا بالشاعر أبو تمام عندما قال:
إذا قلت نعم في شيء فأتمــــه فإن نعم دين على الحر واجب وإلا فقل لا تسترح وترح بها لئلا يقول الناس أنك كـــــاذب
0 Response to "النفحة الإنتخابية… و ” الكلخ ” الشعبي"
إرسال تعليق